حادثة مقتل العميد في سيطرة الحويش هل في اشتباك ام اغتيال؟

{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} الحج38:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لستُ بصدد الدفاع عن #سرايا_السلام، فهؤلاء الرجال شهد لهم العدو قبل الصديق، أنهم الأكثر انضباطاً، والأعف نفساً، والأشد بأساً، والأرق خُلقاً، فهم لم يؤذوا نملة في المناطق التي سيطروا عليها، ولم يسرقوا مقدار ملعقة شاي، ولم يُسجّل عليهم أي اعتداء على حقوق الإنسان. 

وإذا كان سماحة #السيد_مقتدى_الصدر (أعزّه الله) قد أطلق عليهم اسم (سرايا السلام) وأراد لهم بذلك أن يكونوا رُسلاً للسلام، فقد أدّوا ما أراده منهم قائدهم على أحسن وجه، فحافظوا على أملاك المُهجرين، وخدموا أبناء بلدهم خدمة العبد لمولاه إلى درجة سقوا الحرث، ورعوا الماشيّة، وأهالي #سامراء والمناطق التي خدم فيها رجال الله يشهدون بذلك.

ولو كان هناك إنصاف لما شهدنا هذه الحملة المسعورة من صفحات ممولة عبر الحدود، وقنوات مأجورة ترى في كل عراقي عدوّاً لها، وتُمجّد كل أجنبي، حتى بات الوطني مُتهماً بوطنيته، والعميل يتفاخر بعمالته..!!

منذ يوم 7/ 3/ 2018 وسرايا السلام يخوضون معارك عنيفة مع #تنظيم_داعش الإرهابي، ستة أيّام من القتال المرير أعطوا خلاله ثلاثة من أعزّ الرجال من أبناء #مدينة_العمارة، والقنوات "الشيعيّة" ومثلها الصفحات والمواقع تتخذ جانب الصمت، وحتى #الإعلام_العراقي الرسمي لم يذكر الخبر، وكأن هؤلاء الذين نزفوا على أرض سامراء ليسوا عراقيين..؟!

لكن هذه القنوات والصفحات والمواقع قائت ما في جوفها من حقد وكراهية يوم 12/ 3/ 2018 مع أن ما حصل في ذلك اليوم المشؤوم كان نتيجة طبيعيّة لتحدّي أوامر التوقف والتفتيش المعمول بها، لاسيما وأن أولئك الشبّان يعيشون حالة الإنذار القصوى منذ ستة أيّام، وعيونهم الحمراء لم تذق طعم النوم حتى لا تمتد الأيادي الأثيمة إلى #مرقد_الإمامين_العسكريين (عليهما السلام) وندخل في دوامة من الذبح الطائفي كما حدث في العام 2006. 

وبدلاً من أن تُراعى ظروف المجاهدين والضغط النفسي والجسدي الذي يعانونه بسبب العمليات القتالية، وهم يودعون كل يوم شهيداً أو جريحاً من إخوانهم المرابطين معهم على حدود الإمامة وقدسيتها، راح ضابطٌ أترفه التبريد والزجاج المُظلل يتبختر عليهم ويصعّر خدّه لهم، ويتحدّى أوامرهم بالتوقف مُستصغراً شأنهم، وكأنّه ماناً عليهم، ولما اشتبهوا به ووقع الحادث، انفتحت الأفواه بكل جيفها لتصف أبناء الصدر بعدم الانضباط مرّة وبالقتلة أخرى وبالميليشيات ثالثة..!!

والعجيب أنهم بادروا إلى الاتهام حتى قبل ظهور نتائج التحقيق، والتي أظهرت أن العميد تم اغتياله بطلقة مسدس أطلقت عليه من خلف الرأس، والسيارة التي تقلّه مصفحة ولا يمكن لطلقة المسدس اختراق درعها، أي أنه لم يُقتل بسبب المناوشات التي حصلت فيما بين حمايته والسيطرة المشتركة..!!

ويا ليت هذه القنوات والصفحات والمواقع تحدثت بهذه الجرأة حينما اختطفت عصابة ميليشياويّة الصيادين القطريين وساومت عليهم بمئات ملايين الدولارات بأوامر #قاسم_سليماني، يومها حتى رئيس الوزراء قال لهم: (ليش العراق حايط نصيص..؟!)

ليتهم تحدّثوا بهذه الجرأة وهذه الوقاحة حينما علّق #أبو_عزرائيل جثّة أحد الدواعش وراح يُقطّع من فخذها اللحم وهو يصيح (منو يريد گص..؟!) والنار مُستعرة تحت الجثة حتى تفحمت، فشوّه بذلك وجه الجهاد الجميل..!!

ليتهم تحدّثوا بهذه الوقاحة والصلافة حينما كتب أتباع سليماني على جدران #مدينة_تكريت المهدّمة: (ثاراً لمدينة قُم) وكأن معركة تكريت كانت من أجل ثار قُم وليس لتحرير مدينة عراقية من يد الإرهاب الداعشي..!!

ليتهم فتحوا أفواههم الموبوءة بكل جراثيم الطغيان والعمالة والحقد الأعمى حينما عُلّقت صور سُليماني على جدران #مدينة_الفلوجة، وحينما قال قادة الميليشيات أنهم سيجتثونها كما تُجتث الغدّة السرطانيّة لينفخوا بروح الطائفيّة المقيتة..!!

ليتهم تكلّموا بهذا السّفه حينما فرض سليماني الحصار على #الموصل من جهة #البوكمال حتى لا يتسرّب إرهابيي داعش إلى #سوريا، فدُمّرت المدينة بسبب ذلك، ولكن حينما جيء بالإرهابيين من حدود #لبنان ورموا على الحدود العراقيّة صفّق المعتوهون وراحوا يُكبرون حنكة (قيادة المقاومة)...!!

ليت هؤلاء الأوباش فتحوا كنيف أفواههم النتنة حينما ذُبح 1700 شاب عراقي في #قاعدة_سبايكر، وطالبوا بمُحاكمة من تسبب بالمجزرة..!!

ليتهم استنكروا سبي العراقيات وبيعهن بمائة دينار للرأس الواحدة ـ كما تباع الماشية ـ لأن القائد العام للقوات المُسلحة كان لا يمتلك جيشاً حقيقياً، إنما جيشاً فضائياً صرف عليه مئات المليارات من أموال هذا الشعب الذي يتقمم أطفاله المزابل بحثاً عن القناني الفارغة..!!

ليت، وليت، وليت...

لكن الحقيقة هي إن الحملة التي تشنها الفضائيات والمواقع والصفحات على سرايا السلام شبيهة بما جرى يوم العاشر من مُحرّم الحرام، حينما نادى #الإمام_الحُسين (ع) أعداءه: ويلكم علامَ تقاتلونني، على حقٍّ تركته، أم على شريعة بدلتها، أم على سُنّة غيرتها..؟!

فقالوا له: إنما نقاتلك بغضاً منّا بأبيك.

{فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} الأعراف44. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ ابن السرايا: عبد الجليل النداوي

حرر في زمن الظلم والعدوان بتاريخ 16/ 3/ 2018