Top Ad unit 728 × 90

من قتل الخوئي ..؟

مَنْ قتل الخوئي..؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
مُنذ أن سقط مجيد الخوئي قتيلاً في النجف الأشرف وحتى يوم الناس هذا وأصابع الاتهام تتوجه ـ ظلماً ـ نحو سماحة السيد مقتدى الصدر (أعزّه الله) والسبب هو المناشير التي أسقطتها الطائرات الأمريكيّة بعد عامٍ من القتل، إذ أن الجناية حدثت في 2003 فانتظرت أمريكا إلى أن أسس الصدر جيش الإمام المهدي وأعلن عن مقاومته لها لتُسقط المناشير في 2004، ولا يوجد أي دليل يُدين سماحته سوى تلك المناشير الأمريكيّة.!!
وهنا عدّة نظريات لقتل مجيد الخوئي:
النظرية الأولى.. أن السيد مقتدى الصدر هو مَنْ قتله:
فنقول أنّ فقهاء القانون يؤكدون في بحوثهم أنّه لا توجد جناية عن سابق إرادة وعزم دون أسباب ومُقدمات تؤدي إليها، وإلا لكان الجاني مريضاً نفسياً أو مجنوناً، ليقتل إنساناً لا تربطه به أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد، ولم يرَ المجني عليه أبداً في كل مراحل حياته كما هي الحال في هذه الدعوى، فالسيد مقتدى لم يلتق بمجيد الخوئي إطلاقاً، ولا توجد بينهما أي تعاملات ولا منافسات، لا دينياً، ولا سياسياً، ولا حتى اجتماعيّاً.
ومقتضى العدالة أن المُتهم بريء حتى تثبت إدانته، فكيف يجوز لمن يُشهرون بالصدر أن يتّهموه اعتماداً على ميولٍ نفسيّة تدعوهم للتشهير بالرجل لمُجرّد الاختلاف السياسي معه..؟!
فحتى المالكي ـ وطيلة ثمان سنوات قضاها على رأس السلطة التنفيذيّة ـ عجز عن تقديم دليلاً واحداً على ارتباط الصدر بالجناية، مع عداءه المُستحكم له، ولو أنّه يملكُ دليلاً يُدينه به لما توانا أبداً عن كشفه للرأي العام، وهو الذي شهّر به وحاربه وفعل ما فعل بأتباعه، ولأعتبر ذلك إنجازاً من إنجازاته التي يتباها بها، كما تباها بقتل الشيعة ـ قبل السُنّة ـ وهو اعتراف بقتل الشيعة والسنة، لكنه يفتخر بالبدء بالشيعة..!!
ثم إن سيرة السيد الصدر تتنافى والمُدّعى، فلو كان الرجل دموياً إلى هذه الدرجة لما جمّد جيش الإمام المهدي في صولة الفرسان، من موقع قوّة، وهو كان ـ ولا يزال ـ قادراً على سحق من صالوا على رجاله.
ولو كان دموياً لما سمح أبداً لأحزاب السلطة بقتل أتباعه واعتقالهم وتهجيرهم 2008 وفي ساحة التحرير 2016 ــ 2017، وكل العالم شاهد على شاشات الفضائيات كيف أن كبار رجالاتهم ولو الدُبر وفرّوا من الخضراء حينما دخلها الصدريون عُزّل، وعندما تيقنوا أن الصدرَ مُصرٌّ على سلمية المظاهرات أقدموا على ما أقدموا عليه من جريمة قتل المتظاهرين...!!
فمن يُنكر هذه الحقائق من أعدائه قبل أصدقائه..؟
النظرية الثانية.. أن إيران هي التي قتلت الخوئي:
وهُنا نعود إلى ما قبل حادثة القتل، وحتى قبل عودة الخوئي إلى العراق بكثير، فمؤسسة الخوئي في لندن أدّت دوراً سلبياً جداً من السيد الخُميني في حياته وشهّرت بالرجُل ـ واعتبرت الاستمرار في الحرب هدرٌ لدماء المسلمين ـ وبقيت العلاقات مُتأزمة جداً فيما بينهما حتى بعد وفاة السيد الخوئي، وقد سخّرت إيران بعض قيادات المُعارضة للرد على ما تنشره المؤسسة، للنيل من الخوئي، حتى أن صدر الدين القبانـﭽـي ـ من المجلس الأعلى ـ نال من المرجع الخوئي في مذكراته التي كتبها عن الحركة الإسلامية في العراق، ووصف مرجعيته بالهزيلة، وأن الخوئي لم يكن بمُستوى التحدّي الذي واجهه بعد وفاة السيد الحكيم، والكتاب طُبع في إيران..!!
وفي عام 1997 وعلى هامش مؤتمر لندن الذي اجتمعت فيه قيادات المعارضة العراقيّة بكل أحزابها الدينيّة والعلمانيّة، قامت إحدى محطات التلفزة البريطانية بإجراء لقاء مع مجيد الخوئي، وكان لُب الحوار أنها سألته: ما هو موقفكم فيما لو تدخلت إيران بالشأن العراقي فيما بعد صدام، وأنتم تعلمون أن بعض المعارضين العراقيين في طهران لديهم أجنحة مسلحة..؟
السؤال كان استفزازياً لمجيد فما كان منه إلا أن يُجيب عليه بتشنّج، فقال: (إذا تدخلت إيران بالشأن العراقي سنواجهها بحرب أقسى من حرب القادسية التي شنها صدام عليها)..!!
وقد نقلت مجلة النور ـ التي تصدر عن مؤسسة الخوئي في لندن ـ هذا اللقاء، وفي عام 1999 وبعد وساطات من رجال دين وعلماء اعتذر الخوئي لإيران وجاء للزيارة، وفي الحُسينية النجفيّة بـ (قُم) اعتُدي عليه وضُرب بالأحذية حتى سقطت عمامته، مما اضطر إدارة الحُسينية إلى إطفاء الأنوار وإخراجه تحت جنح الظلام..!!
وإذا ما رجعنا إلى ما ذكره الأستاذ حسن العلوي ـ على قناتي الشرقية و NRT ـ حول اللقاء الذي جمعه في الكويت بوكيل السيد السيستاني (محمد باقر المهري) و (وكيل السيد الخامنئي هناك) أثناء حرب النجف، وأنّهم أخبروه إنّهم قرروا قتل مُقتدى الصدر، لأنّه قتل الخوئي، يوحي أن قضية قتل الخوئي كانت مُقدمة للتخلص من مُقتدى الصدر الذي فاجأ الإيرانيين والمعارضة بحجم القاعدة الشعبية الموالية له ـ فيضربون بذلك عُصفورين بحجر واحد:
أولا. التخلص من مجيد باعتباره عِمامة شيعيّة تمثل الاحتلال البريطاني بشكل مُعلن مما يُحرج المرجعيات والقيادات الدينيّة.
ثانياً. التخلّص من منافس قوي خصوصاً وأن إيران كانت تُعد المجلس الأعلى منذ زمن بعيد للإمساك بزمام السلطة وتمثيل حاكمية الولي الفقيه في العراق، وإذا بالصدر يقلب كل مُعادلاتهم، ويخلط أوراقهم، والأخطر من ذلك هو إفلاس المجلس الأعلى جماهيرياً في مقابل ما يتمتع به الصدر من امتداد جماهيري واسع أغلبه من شبيبة الشيعة، مع تعاطف كبير من سنة العراق.
النظرية الثالثة.. حاشية السيد السيستاني هي من قتله: وللتنبيه أنا هنا لا أتهم المرجعية ـ حاشاها ـ وإنما الحاشية التي فعلت الكثير من الافعال بعيداً عن توجهات السيد (دام ظله) فكل أهل النجف يشهدون أن مجيد الخوئي حينما عاد إلى العراق وذهب إلى دار السيد السيستاني لم يسمحوا له بالدخول واللقاء بالسيد، حتى أنّه تهجم عليهم بصوت مُرتفع، وذكّرهم بأنهم بأموال أبيه ودعم المؤسسة في لندن وصلوا إلى المرجعيّة، ويعلم الجميع أن علاقة مجيد بمحمد رضا ـ نجل المرجعية ـ بقيت مُتأزمة، وبقي الخوئي يُحرّض عليهم وينال منهم ويُشهّر بهم إلى لحظة سقوطه قتيلاً..!!
النظرية الرابعة.. أن الاحتلال الأمريكي هو من قتل الخوئي: فمجيد معروف بُعمق علاقاته بالإدارة البريطانية حتى أنّه مثّل بريطانيا في أحد مؤتمرات القمّة الإسلامية وجلس في قاعة المؤتمر والعلم البريطاني أمامه ـ كما سترون في أحدى الصور ـ بل إن له علاقة خاصة برئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) ولمّا كان يتمتع بمقبولية لدى مُقلّدي أبيه وحتى في الحوزة العلمية نظراً لكونه ابن مرجع الطائفة، أرادت أمريكا القضاء على رأس أتباع منافستها بريطانيا، فاتفاقهم على حرب العراق لا يعني بالضرورة أن لا يعمل كل منهما لمصالحه، ولو أن المُخابرات البريطانية تمتلك دليلاً واحداً على تورّط السيد مقتدى الصدر بالقتل لما سكتت عن المطالبة بحقّ مواطن لها يحمل جنسيّتها بحجم مجيد..!!
ختاماً نقول: هناك مسألة غاية في الأهمية وهي لماذا لم تخصص إيران والأحزاب الموالية لها ـ إن كانت تُحب الخوئي إلى درجة عزمها على الاقتصاص من الصدر لدمه ـ أو حتى بريطانيا، لماذا لم يُخصصوا حماية لمجيد الخوئي، وكيف استطاعت عصابة من الشذاذ الوصول إليه وقتله بتلك الطريقة المُروعة، وفي رابعة النهار..؟!
فالرجُل لم يُقتل بزقاقٍ غيلة، أو تحت جُنح الظلام، ولم يكن قتلته ملثمون، إنما تمت الجريمة في واضحة النهار، وأمام أعين الناس وعند باب مرقد الإمام علي (ع) وكل أهالي النجف يعرفون من قام بقتله، بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم، بل إن بعضهم يُطلقون عليه اسم أمه لوضاعته، فيقولون: (فلان ابن فلانة)..!!
وقد أخبرني مسؤولٌ في شرطة النجف أنهم ـ في وقتها ـ صادروا كاميرة فيديو وثقت عملية الاعتداء مُنذ لحظة انطلاق الهتافات ضد مجيد ورفيقه إلى اللحظة التي قُتلا فيها، فأين هذا الشريط، ولماذا لا يخرج إلى الناس لكشف الحقيقة، ومعرفة القتلة..؟!!
نعم.. بقي المالكي وأتباعه يعزفون على هذه الاسطوانة المشروخة لإثارة عواطف الناس وللتغطية على ما ارتكبه هو من جرائم انتهت بمجزرة سبايكر، وسقوط ثلث الأراضي العراقية بيد داعش، وسرقات بلغت الألف مليار دولار من أموال الشعب المنكوب، مع عجزهم عن تقديم دليلاً واحداً على ارتباط الصدر بالجريمة إلى لحظة كتابة هذه السطور..!!
فأقول لكل منصف: هذه هي الحقيقة بلا رتوش، وعند الله تجتمع الخصوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبد الجليل النداوي
حرر بتاريخ 27/ 6/ 2017
ملاحظة.. كُتب هذا المقال رداً على تشهير الجيش الألكتروني المستمر بسماحة السيد مقتدى الصدر (أعزّه الله)، وهو بعدُ جواب للكثيرين الذين يُريدون الوصول إلى الحقيقة ويسألون عنها ببراءة.

من قتل الخوئي ..؟ M30 on 4:36 ص 5

ليست هناك تعليقات:

شاهد الفيديوهات والاناشيد على قناتنا في اليوتيوب. شاهد الأن !
العراقي. يتم التشغيل بواسطة Blogger.