الإمام الخامنئي والإمام القرضاوي..!!

كتب الشيخ عبد الجليل النداوي

الإمام الخامنئي والإمام القرضاوي..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب السيد حسن الكشميري في كتابه (جولة في دهاليز مظلمة) أنّه كان يرى أحد المؤمنين ـ وهو رجل طاعن بالسن ـ يئن أنين الثكلى حُزناً على ولده الشاب الذي استُشهدَ في الانتفاضة الشعبانية 1991م، يقول الكشميري وحينما أردت مواساته وتهوين مصابه عليه قلت له: يا أبا فلان لستَ وحدك مَنْ فقد ولداً فهناك الكثير من الآباء فقدوا أبنائهم في تلك الأحداث، فالتفت إلي الشيخ وقال: يا سيدنا إن ما يُوجع قلبي ليس فقدَ ولدي، فالموت حقٌ على الإنسان، ولكنني أبكي لأنني أنا من دفعته إلى الخروج والقتال، بعد أن ذهبت إلى الإمام الخوئي وسألته: هل تفتي بالجهاد ضد البعثيين؟ وكان يثقُ بي، فقال: نعم.
خرج ولدي بدفع مني واستشهد مع من استشهدوا، وبعد أن قُمعت الانتفاضة وجرى ما جرى، رأيت الخوئي يجلس مع صدام وهو يقول له: هؤلاء الذين خرجوا عليك غوغائيين، ونسأل الله أن يسددكم ويحفظكم وينصركم..!!
وأنا الآن لا أدري هل أن ولدي ذهب إلى الله شهيداً أم أنّه غوغائيا..؟!
تذكرت رواية السيد الكشميري وأنا أشاهد صورة نشرها موقع (خبر ﮜزاري مهر) وهو موقع إخباري رسمي تابع للحكومة الإيرانيّة، جُمعت فيها صور بعض الشخصيات بلوحة تُعبّر عن محور المُقاومة، وتبدوا فيه صورة "الإمام القرضاوي" وهو يقف إلى جانب "الإمام الخامنئي"..!!
القرضاوي صاحب الفتوى التي دعا فيها إلى قتل أطفال الشيعة الروافض واغتصاب نسائهم باعتبارهن سبايا كُفار..!!
القرضاوي صاحب الفتوى التي عبأ بها عشرات الآلاف من شباب السُنّة وحثّهم على التوجه إلى سوريا لقتال نظام الأسد (النُصيري) فالنُصيرية ـ كما زعم ـ لا دين لهم، ولا يحملون من الإسلام غير اسمه، فلا صلاة لهم، ولا يعترفون بالقرآن..!!
وهُنا نسأل إذا كان "الإمام القرضاوي" أحد قادة محور المقاومة وأحد المُدافعين عن حِمى القُدس، فما هو مصير شبابنا الذين غُرر بهم ودُفعوا للقتال في سوريا وقُتلوا هناك..؟!
ونسأل القرضاوي أيضاً إذا كان "الإمام الخامنئي" من عُلماء المسلمين وقادتهم فما هو مصير الشباب السُني الذين دفعت بهم للقتال في سوريا ضد النُصيرية، وأفتيت لهم بجواز القيام بعمليات انتحارية حتى لو أدت لسقوط مدنيين..؟!
فأنتما ستقفان يوم القيامة تحت راية واحدة هي راية محور المُقاومة، وستذهبان إلى جنّة عرضها السماوات والأرض {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} الحجر 47. ولكن ما هو مصير الذين تقاتلوا وقتل بعضهم بعض بفتاواكما، هل سيُنزع ما في صدورهم من غلّ بعد أن نُزع ما في صدورهم من الرحمة إلى درجة أن يقف المُسلم السُني على رأس أخيه المُسلم الشيعي فينحره نحر الشاة وهو يُكبّر الله (سبحانه)، أو أن يشوي المسلم الشيعي جثّة أخيه المُسلم السُني بعد قتله ـ كما فعلها أحدهم ـ وهو ينادي (مِن يريد كص)..؟!
هذا نموذج صارخ على حقيقة أنّ ما يجري هو مواقف سياسية مُجرّدة حتى من الإنسانيّة ـ فضلا عن الدين ـ وأصحاب هذه المواقف تُحرّكهم الأطماع والمكاسب السياسيّة الدُنيويّة، وليس للمبدئية ولا للشريعة دخل في اتخاذهم لتلك المواقف.
وهُنا نقول لكل من يحمل السلاح ـ من السُنّة ـ ليُدافع به عن الصحابة، والآخر الشيعي الذي يُدافع عن المذهب ومُقدّساته:
ألقوا أسلحتكم وعودوا إلى بيوتكم وأطفالكم وعائلاتكم، قبل أن تقتلوا أنفسكم وتتحوّلوا إلى صور وذكريات، وتوبوا إلى الله إنه تواب غفور.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبد الجليل النداوي
حرر بتاريخ 27/ 6/ 2017
ملاحظة.. الحكومة الإيرانية كذبت الخبر أو نفته في وسائل الإعلام، لكن هو حقيقة موجود على هذا الموقع الخبري الرسمي أدناه:
http://www.mehrnews.com/news/4012457/%D9%BE%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%B1-%D9%88%DB%8C%DA%98%D9%87-%D8%A2%D8%B2%D8%A7%D8%AF%DB%8C-%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%AF%D8%B1-%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%BE%DB%8C%D9%85%D8%A7%DB%8C%DB%8C-%D8%B1%D9%88%D8%B2-%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%85%D8%A7%DB%8C%DB%8C-%D8%B4%D8%AF

Abduljalil Radi Alnedawi