Top Ad unit 728 × 90

بين التلميع الاسرائيلي لخروقات المليشات الكردية والتأكيد الايرانية لخروقات المليشيات الشيعية

بقلم صبرائيل الخالدي
ما الفرق ؟
بين أن يقود جهدك الإعلامي الصهيوني الفرنسي "برنار ليڤي" وبين أن يقود معركتك الإعلامية آغا تقوي الفسنجوني
قبل كل معركة للقوات العراقية .. لابد أن "تفتق" احدى الشخصيات الإيراقية فتقاً طائفياً يصبح حديث أهم الساعات .. وهي الساعات التي تسبق عملية تحرير أي منطقة، فإن لم يُفتق الفتق قبل المعركة، فيكون أثناءها على شكل انتهاكات .. فإن لم يكن فبعدها .. حيث تنطلق جحافل الجيوش الالكترونية والإعلامية من الشباب العاطل عن العمل وعن العقيدة الوطنية .. مسلحين بالبخاخات .. ليخطوا على جدران المنطقة المحررة ما تشتهي فضائيات البترول الخليجية من شكر سليماني او شتم رموز اهل المنطقة او الخ ..
هذا يحدث في كل مرة، وفي كل مرة ..ينشغل الجهد الإعلامي الوطني المستقل بـ"الترقيع" والتبرير والادانة والتوضيح .. بدل الاحتفال والوفاء للشهداء العراقيين الذي سقطوا خلال عملية التحرير ..
هذه العملية المتعمدة والمتكاملة والتي يقوم بها مَن يقولون أنهم "أصدقاء" لها هدف واحد .. افتعال جدل طائفي مكوناتي ينتهي الى نتيجة معلومة سلفاً .. وهي إنكفاء العراقيين كلٌّ الى حاضنته الطائفية والحيلولة دون تحقيق أي "نصر وطني نظيف" يعيد الإصطفاف الوطني الداخلي .. هذا سيبقى يحدث في كل معركة يشترك فيها أو يدير اعلامها او تتدخل فيها الأطراف الفسنجونية "الصديقة"
على الطرف الآخر، وفي معارك التوسع الكردية، يظهر الصهيوني ليڤي بزيّه المدني وبوصفه "صحفياً" لا جنرالاً .. يتحكم الصهاينة بطبيعة المواد الاعلامية التي ترافق عمليات "التحرير" الكردية .. ويعدون رسائلها الضمنية بدقة، ولو تُرك الأمر للعفوية الكردية لظهرت مواد لا تقل رداءة عن مواد ابو چيچو او ابو عزرائيل أو غيرهما ..
الصهيونية أكثر الأطراف حماساً للدولة الكردية، أكثر حماساً حتى من شعبنا الكردي، ليس بسبب العمالة التاريخية العوائلية فحسب، بل لأن كردستان هي الدولة العنصرية الثانية في المنطقة بعد إسرائيل، وإسرائيل كما هي صديقة لمشروع الدولة الكردية، ستكون صديقة لأي مشروع دولة دينية أو عرقية تخرجها من عزلتها كأول دولة في المنطقة لا تعتمد المواطنة بين سكانها بل الدين أولاً .. الصهيونية صديقة لأي دولة سنية قادمة، أو شيعية، أو أمازيغية، أو نوبية .. أي فكرة تفتت هذه الأرض على أسس الطائفة والدين والعرق وتجهز المنطقة للحرب الأهلية الكبرى هي فكرة مناسبة لإسرائيل، إن لم نقل أنها فكرة تدعمها إسرائيل أو تختلقها ..
بالعودة الى الرسالة التي يصدرها الاعلام الصهيوكردي .. بعد كل عملية قضم تقوم بها الميليشيات الكردية لأراضي ومدن الدولة السورية أو العراقية .. تتصدر مشاهد "النساء المتحررات السعيدات" واجهات الإعلام الغربي .. هذه هي العملية ببساطة [اوباش القرون الوسطى يحتلون .. و القوات الاسطورية الملائكية المتحضرة تحرر .. والسكان سعداء]
أما أصحاب الأرض التي تُقضم وتُبلع مدنها في سوريا والعراق فهم مضطرون للاحتفال او الصمت .. خاصة و أن الملايين منهم يعيشون فعلا تحت رحمة الميليشيات او مناطق النفوذ الكردية، او يتبعون ساسة ورجال دين تهيمن عليهم القوى الكردية .. لا حديث اذن عن التغيير الديموغرافي الكردي شمال العراق وسوريا [وهو ثاني أوسع تغيير ديموغرافي مسكوت عنه بعد التغيير الاسرائيلي في فلسطين] .. لا حديث عن هدم الدور ولا حتى عن هدم قرى بأكملها .. لا حديث عن التهجير .. كل هذا ممنوع على شاشات الاعلام الدولي والمحلي .. وهذا هو الفرق غير الجوهري بين أن تقاتل تحت راية ليڤي الذي يفعل [هو ومن خلفه] كل شيء من أجل تلميعك أمام العالم لأنك تعبّر عن تطلعاته في شرق أوسط "كانتوني" وبين أن تقاتل تحت راية سليماني الذي يفعل [مع جماعته] كل شيء لتشويهك أمام مواطنيك والعالم .. لتبقى بلا حاضنة الا أحضانه .. فرق غير جوهري لأن المحور في الحالتين .. مصالح الطرف المشغّل صاحب الراية ..
بين التلميع الاسرائيلي لخروقات المليشات الكردية والتأكيد الايرانية لخروقات المليشيات الشيعية M30 on 3:53 ص 5

ليست هناك تعليقات:

شاهد الفيديوهات والاناشيد على قناتنا في اليوتيوب. شاهد الأن !
العراقي. يتم التشغيل بواسطة Blogger.