Top Ad unit 728 × 90

زيارة السيد مقتدى الصدر للسعودية

واثق الخطوة يمشي ملكا:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لازال الجهلة، أولئك الذين لا يرون أكثر من أطراف أنوفهم يُثيرون زوابعهم ـ على مواقع التواصل الاجتماعي ـ ضد الزيارة الموفّقة التي أجراها سماحة #السيد_مقتدى_الصدر (أعزّه الله) إلى المملكة العربيّة السعوديّة، حتى صورت لهم خيالاتهم الموبوءة أن هذه الخطوة داخلة في حرب المحاور الجارية في المنطقة، وأنها ضد محور المقاومة الذي تقوده دولة الولي الفقيه..!!
لكن دعونا نُذكرهم بأخطر موقفين من مواقف قادة محور المُقاومة، لعلهم نسوا أو تناسوا تلك المواقف.
1ـ في العام 2009 سافر #السيد_عبد_العزيز_الحكيم (رحمه الله) إلى #الأردن ليلتقي بالرئيس الأمريكي "جورج بوش" إلا إن بوش رفض لقائه مما استدعاه ـ بعد يومين ـ إلى اللحاق به في #واشنطن، وهُناك أدلى بتصريح خطير جدّاً: (لا نُريد للجيش الأمريكي الانسحاب من العراق)..!!
ألفت أنتباه القارئ أن الحكيم كان رئيساً للمجلس الأعلى الذي تنضوي تحت عباءته منظمة بدر قبل انفكاكهما، أي إننا نتحدث عن أحد أقوى عناصر محور المقاومة في العراق..!!
وفي تصريح آخر طلب الحكيم من الرئيس بوش اتخاذ إجراءات "أشد قوّة وأكثر صرامة" ضد #البعثيين و #الإرهابيين، ومن المعروف أن كلمة "البعثيين" استخدمها المجلس الأعلى ـ حينها ـ في أدبياته وخطاباته كناية عن #التيار_الصدري و #جيش_الإمام_المهدي..!!
وعاد الحكيم من واشنطن إلى طهران مُباشرة ليستقبله "ولي أمر المسلمين" ويطبع قُبلة على جبينه، على هذا الإنجاز العظيم..!!
2ـ في العام 2011 يُسافر المالكي إلى واشنطن وهُناك ينحني أمام ضريح قتلى الجيش الأمريكي ويضع إكليلاً من الزهور عرفاناً منه بما قام به الأمريكان من قتلٍ للأبرياء وسحق رؤوس المواطنين العراقيين بأحذيتهم ـ وعلى الهواء مباشرة ـ في المقابل وفي لقاء للمالكي مع "ولي أمر المسلمين" وبعد أن أو وضع على صدره وسام محور المقاومة بوصفه أحد قادة المحور، امتدحه قائلاً:
(إنني أعتقد جازماً أن لكم دور في تاريخ العراق سوف لن يُنسى)
نعم يا سيد علي خامنئي.. العراقيّون لن ينسوا مَنْ سلم الموصل لزمر الإرهاب، وتسبب في مجزرة اسبايكر، وبيع العراقيات بمائة دولار للرأس الواحدة، ولن ينسوا ترليون دولار ضيعها على جيشه الفضائي ومشاريعه الوهميّة، حتى أصبحت أمهات الشهداء تتقمم المزابل بحثاً عن القناني الفارغة..!!
وهنا لا نُريد أن نذكر ما ذكره الأخوة من الشواهد التاريخية حول صلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية، أو نغور في أعماق التاريخ لنتحدث عن صلح رسول الله (ص) مع قريش حينما اقتضت مصلحة المسلمين ذلك، كتبرير لزيارة السيد الصدر إلى السعوديّة، وإنما نتساءل فقط:
أليس من المفروض أن أمريكا هي الشيطان الأكبر..؟ وأنها رأس الشر ـ كما تتحدث الأدبيات الإيرانيّة ـ فلماذا عندما يزور قادة #محور_المقاومة أمريكا يكون عملهم مُستحسن ولا ضير فيه مادامت مصالح العراق تقتضي ذلك..؟!
مع أنّه لا مصلحة للعراق من الانحناء أمام نصب جيف الجيش الأمريكي الذين أزهقت أرواحهم بأيدي رجال الله، والمفروض أن قادة محور المقاومة يُكرمون شهداء العراق، والمقاومون الذين واجهوا الاحتلال، لا أن يودعوهم في السجون..؟!
وهنا نسأل: ما الفائدة من استمرار الانغلاق على النفس والمضي بالتراشق الإعلامي فيما بين العراق ومُحيطه العربي، فنحن وأنتم ـ شئنا أم أبينا ـ نعرف أن للمملكة العربية دور مُهم في صياغة السياسة الإقليمية، وهي مؤثر قوي في الداخل العراقي، فكما أن لإيران دور وأثر على الكثير من الشيعة وساستهم كذلك بالنسبة للسعودية مع سُنة العراق، فلماذا نُحلل لأنفسنا التواصل مع إيران ونُحرّم على السُنة التواصل مع السعوديّة، وكيف أصبح التواصل مع المملكة العربية خيانة للوطن، بينما وضع العراق بكل مقدّراته وإمكاناته بيد قاسم سُليماني أمرٌ طبيعي ويقع ضمن المصلحة الوطنيّة..؟!
أربعة عشر عام مرّت والإعلام ينفخ في بوق الطائفيّة، ويُقدّس إيران ويرى فيها المُنقذ والمُخلّص، والسعودية وقطر هم العدو، فما هي النتيجة..؟
النتيجة هي أن هذا الإعلام وضع المواطن السُنّي العراقي بين خيارين أحلاهما مُر، وهما:
الأول. أما أن يرتمي بأحضان دولة يقودها "مختار العصر" المدعوم إيرانيّاً، مُتنازلاً عن عقيدته وهويته المذهبيّة.
الثاني. أو أن يضع يده بيد الإرهابي #أبو_بكر_البغدادي وهو ما جرى، مع أن هذا الخيار كان (كالمُستَجيرِ مِنَ الرَّمضاءِ بالنّارِ).
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فكل ما حل بالعراق من دمار وسفك للدماء وهتك للأعراض هو بسبب الخطاب الطائفي البغيض.
ولو تأملنا الموضوع قليلاً دون تعصّب، أو عاطفة زائفة لوجدنا أن أيران ـ كما هي السعودية ـ تبحث عن مصالحها في العراق، ولا يهمها مصالح الشعب العراقي.
والعجيب أن إيران تتدخل في شؤون العراق الداخلية إلى حد تنصيب وإقالة الوزراء بدعوى أن لا حدود بين المسلمين، مع أنها ترفض المساس بسيادتها، فهي ـ وقد أكدنا ذلك مراراً وتكراراً ـ تطلق الرصاص على الصيادين العراقيين في شط العرب عندما يعبرون متراً وهميا باتجاه حدودها..!!
الخلاصة إننا لا ندعو إلى مُعادات إيران إنما نُطالب حكومتنا أن تتعامل معها ـ ومع غيرها من دول الجوار ـ بندّية، وأن تعمل على صيانة المصالح العراقيّة، فها هو العراق يُعاني من نقص في موارده المائية والسبب قطع #إيران للعديد من روافد نهر #دجلة أهمها نهري الكارون والوند والزاب الكبير، بالإضافة إلى السدود التي وضعتها #تركيا على #الفرات، فسكتنا عن تعدّي إيران على حقوق العراق المائية ورحنا نطالب تركيا بحقوقنا، ونزلت البوسترات التي تدعوا إلى مقاطعة البضائع التركية..!!
بالمناسبة، وكمثال بسيط أضعه بين يدي القارئ الكريم، حينما شُنّت حملة على منتجات شركة الألبان السعودية ـ المراعي ـ وكتب الولائيّيون قاطعوا البضائع السعوديّة لأن ريعها يذهب إلى داعش، كان سعر سطل اللبن الكبير ألف وخمسة مائة دينار فقط، وحينما قاطعوها وانفردت إيران بالسوق واحتكرته لمُنتجاتها أصبح سعره الآن ألفين وخمسة مائة دينار..!!
ختاماً أقول إن العراق بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقه مع كل دول الجوار، وإذا كانت السعودية قد ساهمت بتأجيج النار الطائفية في العراق، فإيران لم تُقصر بهذا الصدد، وهنا لا بُد لنا من الحوار مع كافة الأطراف ليرتاح هذا الشعب من القتل والفقر وانعدام الخدمات، فلم يبق في العراق شارع أو بيت إلا وفيه شهيد، بينما تنعم شعوب المنطقة بالرفاه.
والحل هو الحوار، وهذا ما فعله الصدر، إذ مشى واثق الخطى باتجاه تصفير الأزمات مع دول الجوار، وإيجاد جو ملائم لحل المشاكل العالقة، فمن قبله بقبول الحق، فالله أولى بالحق، ومن ردَّ عليه نصبر والله خير الحاكمين.س
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبد الجليل النداوي
حرر في زمن الزعيم الوطني مقتدى الصدر 2/ 8/ 2017

زيارة السيد مقتدى الصدر للسعودية M30 on 7:23 ص 5

هناك تعليق واحد:

شاهد الفيديوهات والاناشيد على قناتنا في اليوتيوب. شاهد الأن !
العراقي. يتم التشغيل بواسطة Blogger.